ياأنتِ ..
بالأمس كنتِ تحلقين فى سماء روحى
كفراشة تحمل الألوان الزاهية و أجنحة البراءة
ولكِ أنفاس كالربيع
وشفتين حلوة المذاق
يتقاطر منهما حنيناً جارفا
اليوم تتلونين كالحرباء
فأى جنون هذا الذى جعلكِ معى كل يوم لكِ لون
فسياط جنونكِ تسببت فى إحتراق جسدى
وجرح عذرية حبنا وإنبطاحه أرضاً
أين همساتك التى كانت تطرب أُذنى
وتسبح فى شريانى
وتسكن بين الضلوع
وتجرفنى لكل أشيائك
كنت المرأة الوحيدة من بين النساء القادرة على احتوائى
و امتصاص أرقِى وآلآمى
وزرع السعادة فى كل دروبى
كم أخبرتك كثيراِ أننى بحاجة أن أندس فى حضنك
وأنغرس بين ثنايا وسادتك المزركشة لأشعر بالراحة والسكينة
وتهدأ مخاوفى
ياأنتِ ..
أعلم أنكِ تمتلكين مفاتيح ابتساماتى
وتعلمين أننى لم أكن فاشلاً فى توصيل مشاعرى اليكِ
فكم غزلت لكِ من عشقنا باقات .. وكواكب وفاء
فلماذا قررتِ الرحيل
وأنا الذى كان يشارككِ فنجان القهوة والرقص تحت أمطارك
تراودنى الآن أسئلة كثيرة تكاد أن تهوى بى فى مستنقع الظنون
أكاد لا أُصدق مايحدث من برود عواطفك وتجاهل مشاعرى
لقد طفح الكيل
لماذا غيرتِ إتجاهك
لماذا أصبحتِ امرأة غريبة الأطوار ومجنونة السّمآت
يوم أراكِ باذخة الدفء
ويوم آخر عنيدة ومغرورة
فاترة ومتجلّدة المشاعر
فبعد أن كان دربكِ عنواناً للحب .. أصبح شائك
فأين أنتِ .. ولما إبتعدتِ
و إلى أين رحلتِ مخلفة ورائك قلباً يتيماً
لقد انتظرتك عمراً باكمله
وعشقتك دون النساء
وكم تمنيتك و بين أحلامى لوّنتك
أجيبينى حتى تهدأ الريح التى تعصف بجسدى
ً