بعد تحذير اصدقائى لم اتراجع عن تنفيذ الفكرة
التى اعتبرها البعض ضرباً من جنون
فقمت بتجهيز بعض العصى الغليظة للدفاع عن نفسى اذا تعرضت لأى هجوم
وجاء وقت التنفيذ
فقمت بوضع كمية من الخبز وأُخرى من اصابع الموز
ومع اول النهار جاءت القرود كعادتها والتفو حول الغنيمة وبدئوا يأكلون بشراهة
فقمت بمهاجمتم فأخذو فى ايديهم كل ماوضعته لهم ولاذو بالفرار
ولم استطع الإمساك بأى من الصغار
لأن للأسف كل القرود الصغيرة لم تغادر اجساد أمهاتهم
فأما متأبطة قى صدرها او راكبة فوق ظهرها
فجلست أفكر فى خطة أُخرى تكون اكثر فاعلية
فرأيت لو اننى وضعت لهم كمية من الأُرز فى أماكن متفرقة يكون أجدى وأفضل
وبالفعل عندما جاء يوم الجمعة قمت بوضع كمية من الأرز الغير مطهى على الأرض
وانتظرت مختفياً فى مكان قريب جدا منهم
ممسكا بكل يد عصى .. وما هى الاّ دقائق حتى وصل احدى القرود
لم أهاجمه .. إنتظارا لوصول باقى القرود
فهذا القرد جاء يستكشف المكان .. فعندما اطمأن لعدم وجود أحد بدء فى الأكل
فَعَلِمَتْ القرود بأن المكان آمن .. فجاءت مسرعة وبدأت فى تناول حبّات الأُرز
ولأن تناول حبات الأرز يأخذ وقتاّ لأنها تتناولها حبة حبة
نزلت القرود الصغيرة من فوق ظهور الأُمهات
فقت بمهاجمتهم مطلقاً صيحة قوية جدا فأسرعت القرود بالهرب
ولكن القرود الصغيرة لم تتمكن من القفز وتعود لمكانها فوق الأُمهات
لكنها بدأت تصرخ وتبكى فبدأت القرود الكبيرة بالعودة
فقمت بقذفهم بالحجارة وكانو يتفادوها بكل براعة
وبدئو يقذفوننى بالحجارة ايضا حتى تمكنو من فك حصارهم
ولكن لسوء حظ قرد صغير جاء هروبه الى داخل المطبخ
فقت بإغلاقه عليه جيدا واسرعت بالدخول الى مسكنى لأتحصن بهِ
فظنت القرود أن كل الصغار عادو اليهم وبعد دقائق عادو مرة أُخرى
لأن احدى الأُمهات إكتشفت أن صغيرها غير موجود بينهم
فبدأت بالبكاء والصراخ والعويل ولطم الخدود
والقرود الكبيرة تجرى هنا وهناك يعبثون فى المكان ويبحثون عنه دون جدوى
وعندما اصابهم اليأس عادو من حيث أتوا
وبقيت أنا مختبىء .. وعندما تأكّدتُ أن المكان اصبح خالى منهم
توجهت الى المطبخ وبدأت فى البحث عن الأسير سىء الحظ
فلم اجد أى شىء .. كيف وأنا رأيته بعينى وهو يدخل
ومتأكد مائة بالمائة أننى أغلقت عليه الباب
وقبل ان اشعر بالخيبة وأن كل مخططُاتى باءت بالفشل
لمحت ذيل القرد المختبىء خلف أنبوبة الغاز
فخرجت سعيدا بل وأكاد أن اطير فرحا
فذهبت وأتيت له بالماء وكمية من الطعام ( موز وتفاح ) واغلقت عليه الباب
وكنت اتردد عليه كل فترة لأطمئن أنه تناول الأكل .. لكنه لم يتذوق اى شىء
فشعرت بالذنب وقررت إذا لم يأكل حتى الغد سوف اطلق سراحه
وعندما ذهبت اليه فى اليوم التالى وجدت كمية الطعام ينقص منها الكثير
فتأكدت أنه بدء يأكل .. لكنه عندما يشعر بقدومى وأنا افتح الباب كان يختبىء
ظل على هذه الحالة مدة اسبوع تقريبا
وبعد أن شعر بالطمأنية وأننى لن اقوم بإيذائه .. كان كلما يرانى ينتابه الفرح
مرت الأيام وبدء القرد يكبر ويتجاوب معى فى المداعبة
وتعوّد على المكان فكان يخرج يتجول ثم يعود الى المكان الذى خصصته له كى ينام بهِ
والشىء الغريب انه عندما كان يشعر بوجود القرود الكبيرة كان يختبىء منهم
المهم .. أطلقت عليه إسم ( بوجى )
فعندما لم اجده فى مكانه كنت أنده عليه ( بوجى ) كان يأتى مسرعاً
ولكن حدث منه شىء غريب كاد أن سيدخلى السجن
وهو الذى سوف تتعرفون عليه فى الجزء القادم