الثلاثاء، 19 مارس 2013

عندما تموت المشاعر .. !




قال لها : سأذهب الليلة الى والدك .. كانت هذه الكلمات أجمل نغمة أطربت أُذنيها
كسيمفونية لن يستطيع بيتهوفن أو موزارت على تأليفها
بل كانت هذه الكلمات بمثابة كتاب كانت تنتظر الوقت المناسب لقراءته
لقد انتهت حيرتها والتى طال أمدها لمجرد أن استقرت هذه الكلمات فى بواطن
أحاسيسها
كانت تخاطب حبيبها بالتفكير المُعلن أن ينهى هذه العاطفة الملتهبة
و
أن يخلصها من هروبها اليه لتلتقى به خلف الأبواب وبين الجدران
إحساس غريب ومشحون بالجرأة تريد
أن تُعبِّر عنه لتعلن للدنيا أن حبها إنتصر
و
أن حبيبها قد عقد العزم على لقائها أمام الناس وليس سراً 
تريد
أن تتخلّص من السجن الذى تعيش فيه .. لتبقى فى يد السجان الذى أحبتهُ
ولكن .. قالتها بعفوية وببراءة طفل يسأل أُمه عن السر فى وصوله الى الحياة ..
 قد لايوافق ابى ؟
ولم يمهلها تُكمل .. من المستحيل أن يرفضنى
ولم تفهم ماذا يعنى .. ولماذا يستحيل .. ؟
كانت عقارب الساعة فى يدها تدور حول نفسها ..
وإن مشت فإنها تمشى الى الخلف
كعقارب الساعة العربية التى لم تمل من الدوران حول نفسها منذ أكثر .. !
كانت قابعة أمام النافذة تنتظر قدوم حبيبها .. والذى سيصبح خطيبها بعد قليل
كسجين ينتظر قدوم أهله لزيارته فى اليوم المحدد للزيارة ..!

وقد دخلت المطبخ وطهت اشهى أنواع الحلويات ( والكيك )
وتفنّنت بتجهيز أحلى أنواع العصائر الطازجة لتثبت لحبيبها أنها طباخة ماهرة
لأنها تعلم أن قلب الرجل الشرقى يكمن فى معدته .. !
تقدم الشاب وهو فى عرف التقاليد الشرقية .. الرجل المطلوب والمرغوب
إذ أنه ذو أصل وفصل .. ومال وجاه .. !

سأله الأب :
لماذا إخترت إبنتى وانت الاصيل الغنى .. وانا الفقير
وأنت الذى تتمناك من هن فى طول ومقام ثوبك .. ؟

قال الشاب : إن الفتاة الغنيَّة هى فتاة إتكالية لاتدرك معنى الحياة الزوجية
لأنها مدللة من قِبل أهلها .. وهى لم تعرف الطريق الى المطبخ
إننى اُريد زوجة تخدمنى .. تجهِّز المائدة أمامى إذا عدت من عملى
وإذا غبت عنها تشغل نفسها بتنظيف بيتها
وإذا طلبت منها أن توقظنى فى ساعة معينة فى الصباح
استيقظت قبلى وجهزت الفطور وجاءتنى فى الساعة المحددة لتوقظنى
وبصراحة أنا اُريدها
أن لاتعمل وأن كانت تعمل عليها أن تستقيل من عملها
بمجرد
أن نقوم بعقد القرآن ..
قال الأب : ياإبنى
أنت لاتريد زوجه .. بل أنت تريد خادمة تدفع لها قيمة مرتبها
حسب إجادتها فى نظافة الأطباق .. فإن كانت ماهرة رفعت مرتبها
و
أن كانت غير ذلك طردتها من دنياك
وتريد طباخة تعلمت فنون الطبخ فى مطبخ اُمها لتلبسها القبعة البيضاء والمريلة الطويلة
ولا تتعدى قيمتها حدود المطبخ
وتريدها ساعة منبه .. ترن الجرس على الوقت الذى تحدده أنت
فإن لم تطاوعك وترِنْ فى الوقت .. فإن عملية تبديلها تكون غاية فى السهولة

ولا تريدها
أن تعمل لأن عملها يعيبك
مثلك مثل رجل عاجز عن العمل ولا يملك قوت يومه 
ويخجل أن تعمل اُمه فى مهنة شريفة
أنت لاتريد زوجة تشاركك الحياة بحلوها ومرها .. 
ولكن تريد أن تعيش الزوجة من أجلك أنت فقط .. !
وفى اليوم التالى هاتفها الشاب قائلا : إن زواجى منكِ كان سيشرِّف والدك
ولكنه رفض هذا الشرف

قالت بقلب جريح مكسور : ولكن الحب ليس فيه حسب أو نسب .. ولا غنى أو فقير
إن شحنات الحب التى احملها فى قلبى تجاهك
أقوى وأعظم من كل أموال الدنيا
 والآن .. ماذا بعد .. ؟
قال الشاب : سأبحث عن فتاة اًخرى ... ! ؟




12:08:36 مساء (الثلاثاء)
19 مارس 2013
توقيت مصر المحلي


ليست هناك تعليقات: