عندما أصابتنى الأزمة القلبية الحادة منذ فترة قصيرة
والتى على أثرها دخلت غرفة العناية المركّزة
كان الموت قريباً جداً .. ويقف على عتبة الباب
وقلبى يكاد ان يتوقف فى اى لحظة
كنت أنظر فى وجوه الأطباء الذين يقومون بمحاولة إسعافى
وبالرغم من أنهم لم يقولو شىء لكن عرفت من خلال عيونهم أن الأمر خطير ..
وان القلب مريض وهش وأصبح تحت رحمة القدر
تخيلكِ فى تلك اللحظة أن المرحومة أُمى بجوارى تمنحنى قدراً لايوصف من قوة المقاومة
فتمنيت أن أموت فى حضنها .. وليس فى حضن إمرأة اُخرى
وبعد أن تحسنت حالتى وذهب الخطر نظر لى الأطباء بإشفاق قائلين لى
حمداً لله على سلامتك .. لقد زال الخطر بشكل مؤقت
ولكن لابد من إجراء قسطرة تشخيصية لتصوير الشرايين التاجية
( وطلبو منِّى )
1 : رسم القلب
2 : وأشعة ( أيكو ) على القلب
وهى عبارة عن موجات فوق الصوتية لفحص القلب ليساعد الأطباء لتشخيص مشاكل القلب
ولتحديد الشرايين التى تحتاج الى دعامات
3 : صورة دم كاملة
4 : نسبة البولينا والكرياتينين فى الدم
5 : انزيمات كبد
6 : سكر صائم
7 : فيروسات كبد
8 : وأكون صائم
وبعد أن قمت بإجراء تلك القسطرة تبين أن الشريان التاجى المغذى لعضلة القلب
يحتاج الى دعامات بأسرع وقت ممكن ..
وبعد أن إنتهيت من عمل كل الإجراءآت المطلوبة
تم تحديد موعد لتركيب الدعامات
دخلت غرفة العمليات .. وحاول الأطباء تركيب الدعامات .. ولكن للأسف كان الشريان التاجى بهِ إنسداد حال دخول أى دعامة ..
فقالو لى لابد من تدخُل جراحى ( عملية قلب مفتوح )
نزلت الكلمات على قلبى كالصاعقة وتتقاذفنى نوبات من القلق والاضطراب
والدموع ترقرقت فى عينى ليس خوفا من الموت
بل من أجل إخوتى وأحبائى .. وكل من يهمهم سلامتى
وبدأت أشعر أن الشيب يكاد أن يغزو شعرى الأسود
مثلما يغزو النهار على أطراف الليل
وأصبحت أشعر أن الحياة طعمها بدون ملح
ولكن لابد من إجراء العملية وليس هناك من مفر
أخذت كل التقارير التى معى وذهبت الى مستشفى القلب
وتم توقيع الكشف الطبى ومراجعة التقارير التى معى
والتى من خلالها تم تحديد موعد لإجراء العملية
طلبو عمل تحاليل وإشاعات جديدة ...وعشرة أشخاص يتبرعون بالدم
ذهبت اليهم فى الموعد المحدد ومعى من سيقومون بالتبرع بالدم
وكذلك كان معى إخوتى وبعض الأصدقاء
بعد ذلك تم إحتجازى لإجراء العملية ..
قام الأحباء بمرافقتى حتى الحجرة التى سيتم فيها التعقيم والتجهيز لإجراء العملية
وبالرغم من أننى كنت أرى الحزن فى عيونهم
إلاّ أننا كناّ نتبادل الضحك والإبتسمات هم من أجل أن يشتتو أفكارى ويبعدو عنى أى إضطراب ويرفعو من روحى المعنوية
وأنا لاُظهر لهم أننى قوى ومتماسك وأمتلك الشجاعة
ثم تم إصطحابى الى غرفة العمليات بعد أن وألبسونى كيسة الرأس والقدمين المعقمتين.
إستلقيت على السرير الذى سوف تجرى عليه العملية بإستسلام واضح
وبدأت أتلو آيآت من القرآن الكريم وبعض الأدعية
ولم أشعر بعد ذلك سوى بوجودى فى العناية المركزة
وبعد سبعة أيام خرجت والحمد لله وأتناول الأدوية التى أوصو بها وأشعر بتحسن شديد